قراءة للواقع السياسي التونسي

بعد أكثر من عام على الثورة التونسية، و قرابة 3 أشهر بعد أول إنتخابات نزيهة و شفافة في العالم العربي وجب علينا الرجوع على تطور الساحة السياسية التونسية لفهم بعض التحركات في الخطابات و ردود الأفعال و نضج التجربة التونسية.

الساحة السياسية مسيطر عاليها من قبل حركة النهضة، هذا لا شك فيه و لكن رغم ذلك شخصيا أعتقد أن الحركة شهدت بعضاً من التراجع في بعض من قواعدها، و الحراك الوارد على الساحة من الوجود المتواصل لبعض الحركات السلفية و بعض المظاهر الدخيلة على المجتمع التونسي قد تكون أثرت على الأصوات التي كانت ترى في النهضة كالحزب الوحيد الذي يمكن  الثقة فيه، لكن تطور الخطاب و بطء الحكومة النهضاوية في بلورت و التعامل مع الواقع الاجتماعي وطريقة التعامل مع المعارضين و الاتحاد العام التونسي للشغل اعطت  صورةً إلى الرأي العام بأن هنالك نوعاً من التخاذل مع مطالب مشروعة و إحالة البلبلة بطريقة مستمرة تقوم ببث نوع من الإحباط على الجو العام للنقاش في الشارع التونسي و على مستوى النخب .

بألنسبة إلى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و التكتل من أجل العمل و الحريات، و هي أكبر  احزاب اليسار الوسطي إلى حد الأن و رغم المغالطات التي نسمعها، اليسار يحكم مع النهضة الأن. حزب التكتل في مرحلة من الركود منذ بعض الأسابيع ولكن ثقتي بأن هذا الحزب سيفرض نوع من الإعتدال في الخطاب و رئاسة المجلس التأسيسي اثبتت ذلك في الماضي و لكن إلى الأن التكتل يشكو من تحالف الديمقراطي التقدمي الذي منفك عن التلاعب بالناخبين على مستوى منهجه السياسي و الذي وجد فرصة لضرب منافسيه في الوسط و اليسار و لكن هذا يبقى رهن تحقيق تحالفه الوسطي و الذي لم أفهم تبلوره إلى الأن لأن حزب أفاق تونس لبرالي كحركة النهضة، التجديد ذو خلفية شيوعية و لكن أقربه في نظري إلى حزب التكتل و حزب العمل التونسي ، الديمقراطي التقدمي كان ومازال متذبذب إلى الان  في مشروعه الإنتخابي. من ناحية أخرى نرى إلتفاف حول الباجي قائد السبسي و هو يمثل التوجه البورقيبي  و إلتفاف بعض من بقايا التجمعين الحقيقين حول مشروعه و يمكن لهذا التوجه أن يشهد تطور سريع نظراً لاقتراب من البداية في صياغة الدستور فرجوع التكتل و المؤتمر و إنتهاء التحالف نهضة – تكتل – المؤتمر الذي أذكر أنه إلى الأن هو إلتفاف إلا على مستوى الحكومة و لكن ليس على مستوى المجلس التأسيسي قد يبعثر أوراق الديمقراطي التقدمي …

بـــيــان الأمــانــة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي حول تصريحات فرحات الراجحي

الـحـزب الــديــمقـراطـي الـتقـدمـي

الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي

حرية – هوية – عدالة اجتماعية

تونس في : 5 ماي 2011

بــــيـــان

تداول آلاف التونسيين ليلة البارحة على صفحات الفايسبوك فيديو مصور يظهر فيه السيد فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق، وقد تضمن حديثه معطيات خطيرة حول ملابسات تكليفه وإقالته من وزارة الداخلية، وحول ما سماها “حكومة الظّل” بقيادة رجل الأعمال المعروف كمال لطيف وحول إمكانية لقاء وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي وقائد الجيوش الثلاثة رشيد عمار أثناء زيارتهما الأخيرة لدولة قطر، كما تضمن حديثه إشارات واضحة حول علاقة جهة الساحل بالحكم. وقد أحدث هذا الفيديو رجّة كبيرة في نفوس آلاف التونسيين وأدخلهم في حالة شك وقلق حول ما يمر في البلاد .

إن الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي :

- تطالب الحكومة المؤقتة بإطلاع المواطنين على حقيقة ما جرى يوم 14 جانفي، وما يجري هذه الأيام، ومنها الفحوى من زيارة دولة قطر .

- تدعو كافة المواطنين وخاصة منهم الشباب إلى التحلي بأقصى درجات اليقظة والتحفز، وإعمال أقصى درجات التعقل في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به البلاد حفاظا على ثورتنا المجيدة، وسعيا لتحقيق أهدافها.

- ترفض اتهام السيد الراجحي لأهالينا بجهة الساحل حول سعيهم لاحتكار الحكم، وحتى وإن سعى بعض أعيان هذه الجهة لذلك، فإن عموم مواطني جهة الساحل برّاء من ذلك، وتحذّر من مغبّة الانزلاق إلى منطق التناحر الجهوي الذي يهدّد وحدة البلاد وسلامة العباد.

عاشت تونس حرّة موحدة، المجد للشهداء

الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي

الأمين الوطني أحمد فرحات حمودي

بقلم :أحمد فرحات حمودي